سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

لماذا شَوَارِعِي؟


مع بداية المرحلة الثانوية وُلِدَت بيني وبين قلمي علاقة وطيدة بدأت تكبر مع مرور الأيام، صحيح أنني كنت أحب الكتابة قبل ذلك الوقت إلا أن مرحلة الترابط والتواصل الدائم بدأت مع فترة الدراسة الثانوية، ولطالما كانت هذه العلاقة، وستظل، مليئة بالشد والجذب والمد والجزر، فتارة نكون أصدقاء حميمين وتارة نتخاصم فلا يكلم أحدنا الآخر ولا حتى نلقى تحية الصباح على بعضنا البعض!

وعندما بدأت تراودني فكرة إنشاء مدونة حتى وجدت قلمي يلح بشدة في ذلك الأمر وكأنه أصبح مشروع العمر له ولي، وبعد طول نقاش وحوار وافقته. ثم بدأت رحلة البحث عن الإسم، وفي الحال كان الاتفاق أن الأسم يجب أن يكون معبر ومرتجل لكن في نفس الوقت مميز وجديد، ولا أدري ما الذي جعلني أتذكر حينها شوارع قريتي التي تربيت فيها وشوارع عاصمة المحافظة التي شهدت مرحلة التعليم الجامعي وشوارع القاهرة وشوارع الأسكندرية وشوارع الأقصر وأسوان وشوراع وشوارع وشوارع منها ما زرته ومنها ما لم أزوره ولكنني حلمت أن أزوره ومن هنا كان الإسم "شَوَارِعِي" هي تنطق بكسر الراء والعين ومد حرف الياء. والمعروف والشائع أن هذه الكلمة تستخدم أو تطلق على من هو ليس على المستوي الأخلاقي أو الاجتماعي المطلوب، وهذا ما جعل كل وليس غالبية من يسمع الإسم يستغرب لكنه وبمجرد أن أوضح له النطق السليم يفهم المعنى ويدركه، فأنا هنا أتكلم عن شوارع بلدي مصر التي أحبها وأعشقها، عن شوارعي أنا وشوارعكم أنتم أيضاً، شوارع مصرنا الغالية وربما أيضأ شوارعنا العربية بصورة أكثر شمولية.

ولعل هذه النظرة المندهشة على وجوه من يسمع إسم المدونة لأول مرة ، والتي بالمناسبة أخطط لها خطط كبيرة وطموحة، هو ما جعلني أضع الحركات على أسم المدونة لأسهل وأوضح المعنى.

تعليقات