سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

من غير هدوم!


ما شد انتباهي في موضوع الإضراب الأخير للعمال الذين رابطوا أمام مجلس الشعب هو الابتكار في أسلوب الإضراب، وكذلك كيف اقتدى هؤلاء بمن سبقونا في فن الإضرابات في الغرب، فمنذ وقت قريب قررت فتاة أمريكية جامعية أن تدعو لإضراب نسائي عام احتجاجاً على تصريحات رجل دين إيراني قال فيه أن ما تلبسه المرأة من ملابس فاضحة وعارية سبب للنقمات والابتلاءات، وعليه قررت هذه الطالبة الرد بشكل عملي ودعت لإضراب "من غير هدوم" أو "بالفتات من الهدوم" للرد على رجل الدين الإيراني وإثبات أن كلامه خاطئ!

وقد يكون موضوع إضراب نسوان أمريكا ده مفرح للبعض وفرصة للفرجة، ولكن بالنظر لهؤلاء الذي خلعوا ملابسهم أمام مجلس الشعب فالأمر هنا مختلف تماماً فلا المناظر مفرحة ولا تشجع على الفرجة ، وأيضاً من حيث الأسباب والدلائل وكذلك النتائج، فعندما يقدم مجموعة من رجال وعمال مصر على الوقوف بالملابس الداخلية أمام بيت الشعب وأمام نواب الشعب وعلى مرأى من كل العالم، وهم من هم؟ هم آباء وشباب ولديهم أسرهم واحترامهم لأنفسهم وبالتأكيد يحرصون على صورتهم أمام غيرهم من الناس، عندما يقوم هؤلاء الناس بهذا العمل فهو دليل حالة إحباط ويأس مفجع وصل لدرجة خطيرة، فهم بالتأكيد ليسوا مجانين أو متخلفين عقلياً لكنهم إناسٌ يأسوا من يُسمع صوتهم فقرروا لفت الانتباه بشكل أكثر فجاجة لعل من فوق ينظر إليهم!

وآخر من أهل الصعيد المعروف عنهم النخوة والرجولة بل وربما ترتكب الجرائم بدوافع أو مواقف متعلقة بمن يهين نخوتهم أو رجولتهم، نجد أحدهم في أسيوط يقف في الشارع أمام الناس ثم يخلع ملابسه ويقوم بقطع "رجولته" بالسكين بعد أن يأس من إيجاد فرصة عمل والعيش عيشة كريمة بعد أن وصل لـ 39 سنة وهو عاطل!

وماذا بعد؟ لا أدري فكل يوم نسمع عن إضراب جديد وناس طهقانة جديدة طلعت من هدومها أو لازالت تحتفظ بها لحين إشعار آخر، على آية حال ما حدث ويحدث ليس إلا حلقة جديدة ومثيرة من مسلسل الإضرابات الذي صار ظاهرة مصرية جديدة، وربما نسمع عن إضرابات قادمة يكتبون عليها إشعار "للكبار فقط"

تعليقات