لم أكن أبداً من هواة حضور الموالد أو مريديها، لكن بعد بناء على رغبة صديق لي ذهبنا معاً لمشاهدة أحد هذه الموالد وبعد جولة قصيرة في المولد وقفنا نشاهد إحدى حلقات ما يسمى زوراً "الذكر" بينما هو حفل غنائي راقص حيث تجد مجموعة من الرجال وربما بعض النساء أحياناً يتمايلن مع صوت المنشد وهم في حالة شبيه بالتوهان، وقفت متعجباً لما أرى ثم قلت لزميلي في دهشة "هو في إيه؟ الناس دي مالها؟ حاجة عجيبة!" وقبل أن يرد صديقي وجدت أحد الرجال والذي كان أمامي مباشرة ولكنه في دنيا غير الدنيا، إذ به فجأة يفتح عينينه المغمضتان وينظر لي والعرق يتصبب منه قائلاً في لهجة آمرة "إمشي من هنا يا أستاذ"! ولا أخفيكم سراً شعرت بالقلق من نظرة الرجل وخفت على نفسي وعلى صديقي فأثرت الانسحاب صامتاً من دون كلمة واحدة.
ولا أدري ما السبب في إقامة هذه الموالد حتى الآن رغم ما يحدث فيها من أمور وتجاوزات فمن بانجو وحشيش لسرقة بل وأكثر من ذلك من تجاوزات أخلاقية في تسمية مبسطة لما يحدث، ناهيك عن ما فيها من مخالفة شرعية حيث لم نسمع أن أحد الخلفاء أو الصحابة احتفل بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم أو أي من آل البيت بهذه الطريقة او غيرها، فما الذي يدعونا لإقامة مثل هذه الموالد. نعم يجب أن نحافظ على تراثنا الشعبي الأصيل ولكن إن كان هذا التراث يتعارض مع العقل والمنطق وقبل ذلك تعاليم ديننا فماذا يكون الموقف؟!
أعلم أن كلامي هذا لن يعجب الكثيرين من "الموالدية" ولكنها كلمة أبرئ بها ذمتي أمام الله ...اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
تعليقات
ميرسي على الموضوع
ميرسي على الموضوع
ولكن ما باليد حيلة...
ثانيا الموضوع ده لم يكن له اى اصول حتى القرن الثالث الهجرى
ولم يذكر فى السنه او كتب السلف
على العموم ربنا يهديهم لان الوضع مؤذى جدا ويشوه صورة الاسلام بكل المقاييس
نورت مدونتي بمرورك وتعليقك
أتمنى أن يتبى أحد الشيوخ هذا الموضوع لما له من تأثير كبير على عقول البسطاء ممن يشكلون نسبه كبيره من المجتمع ..
وشكراً ..
في رأيي أن المشكلة تكمن في أن الموروث المتراكم من العادات والتقاليد في مصر والعالم العربي بشكل عام لم تجد من ينقيها بشكل كامل ومتواصل من هذه الشوائب والظواهر الغير حضارية أو المقبولة شرعاً