سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

أخطر ما قد تمر به


 أخطر ما قد تمر به، أن لا يكون لك رأي أو رؤية.. أن لا يكون لك فعل أو رد فعل.. أن تصبح مجرد خواء أنت والعدم سواء..

لأنه حينها تفقد إحساسك بالانتماء لأي شيء

فلا لون ولا طعم ولا رائحة

ستفقد إحساسك أنك أصلًا موجود!

يتلاشى لديك الإحساس بكل الموجودات من حولك

وتفنى لديك كل الأحلام..

ويرسخ داخلك أنك بلا قيمة.. ولا قدرة أو طاقة ولو لنفخ ذرة غبار

حينها ما الداعي إذن لأشيء؟ 

وما الفارق بين يمين أو يسار

أو أبيض أو أسود

أو بين ملح إجاج أو عذب فرات

وحينها ستقبل كل ما يُقال لك.. وتصدق كل زيف وتنخدع بكل أجوف

هذا هو أخطر ما قد تمر به..!

حسنًا.. الآن فلنعد خطوات للخلف.. قبل هذا السيناريو السوداوي الكئيب.. 

لقد خلقنا الله بشر.. نملك العقل والمنطق والبرهان.. جعلنا سبحانه خلفاء له في أرضه.. فلا يستقيم لنا والحال هكذا أن نكون مجرد كم مهمل.. الأمس كالغد.. لا نُغير ولا نتغير.. 

أضعف الإيمان أن نُعمل العقل 

أن نتدبر ما يقال

أن نزن الأقوال والأفعال 

ثم يكون لنا رأي ورؤية

حينها يكون لنا انتماء ووجود وغاية..

تعليقات